الحمد لله الذى كتب لنا الحياة حتى بلغنا رمضان، شهر صيانة النفس البشرية وضبط زواياها مع ما خلقها الله من أجله، شهر التطهر وتنقية القلب وتخليته وتحليته بحب الله ورسوله، شهر صلة الأرحام وشهر الوصال مع كلام الله وكتابه المجيد.. فكل عام وانتم جميعا بالف الف خير وإلى الله أقرب واسأله سبحانه وتعالى أن يعيده عليكم أعواما كثيرة وان يمتعكم بصيامه وقيامه ونفحاته.
سعدت سعادة بالغة بمقدم رمضان ذلك الضيف الكريم الذى يزورنا كل سنة مرة ويغادرنا قبل أن نشبع ونرتوى منه.. سعادة مشوبة بالحزن وانا أتذكر من رحلوا عن عالمنا وكانوا يزيدون رمضان جمالا وألقا باخلاقهم وسلوكياتهم ومواقفهم.. أسأل الغفور الرحيم أن يكونوا فى جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء وان يتجلى عليهم بوجهه الكريم فينالوا الجائزة الكبرى برؤية ملك الملوك.
لم أستطع منذ قدوم رمضان أن امنع نفسى من التفكير في أبنائنا رجال القوات المسلحة والشرطة الذين يحرسون الحدود ويواجهون الإرهاب الجبان الذى لا يعترف بحرمة الشهور وجلال الصوم.. كم تمنيت أن أتناول طعام الإفطار معهم وكم تمنيت أن اطوف عليهم قبل أذان الفجر لأتأكد أنهم تسحروا.. أدعو الله أن يحفظهم ويعيدهم إلى أهلهم سالمين غانمين.
كما لم أستطع أن امنع نفسى وانا على مائدة الإفطار من التفكير فى أولئك الذين دفعتهم الأقدار والظروف والموائمات أن يكونوا خلف القضبان بعيدا عن أمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم.. وضعت نفسى مكان آبائهم وامهاتهم وزوجاتهم وأطفالهم، وأماكنهم خالية على مائدة الإفطار والسحور فى شهر التئام شمل الأسرة وشهر(اللمة) فشعرت بغصة ووجع فى قلبى لمجرد التخيل.
ولكم كانت فرحتى عندما علمت عن مبادرة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي بالإفراج عن الغارمين والغارمات بمناسبة شهر رمضان المبارك وتمنيت على فخامته أن يكمل جميله وانسانيته بالإفراج عن كل من لم يثبت تورطه فى سرقة أموال المصريين أو سفك دمائهم حتى لو كانوا من المعارضين له ولو كانوا من المنافسين له، وذلك انسجاما واتساقا مع مقدم شهر البر والإحسان والتسامى والتسامح والرقى والكرم والتقوى.
----------------
بقلم: عبدالغني عجاج